الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

ما هي اسعار الكهرباء الجديدة وموعد التطبيق ؟؟

بدأت شركات توزيع الكهرباء علي مستوي الجمهورية الإعداد لتطبيق الزيادة الجديدة في الأسعار المقررة
 اعتبارا من أول يوليو القادم وتطبق مع الفواتير الصادرة في أول أغسطس.

وصرح مصدر بوزارة الكهرباء بحسب ماجاء في "أخبار اليوم" أن الزيادة ستكون محدودة لشرائح الاستهلاك التي تخص محدودي الدخل وهي الثلاث شرائح الأولي ، وقال إن المستهلك من صفر حتي 50 كيلو وات ساعة شهريا سيدفع 450 قرشا ، بينما سيدفع الذي يستهلك من 51 كيلو وات ساعة حتي 100 كيلو 13 جنيها علي أساس 5ر4 جنيه للخمسين كيلو الأولي و5ر8 جنيه للخمسين التالية ، أما الشريحة الثالثة وهي لمن يستهلك حتي 200 كيلو وات ساعة فسيدفع 40 جنيها في حال وصوله للحد الأقصي للاستهلاك في هذه الشريحة.

رغم الوعود الحكومية بعدم تكرار أزمة انقطاع الكهرباء، وأن العام الماضي كان آخر أعوام الانقطاعات الحقيقية في الكهرباء بمصر، إلا أن الواقع يؤكد أن هذه التصريحات" مظلمة" لا ضياء فيها، وأن خطة عبد الفتاح السيسي لمنع انقطاع الكهرباء فشلت بشكل ذريع.

وربما كانت سخرية الممثلة هالة فاخر من حالة الكهرباء معبرة عن الواقع بشكل كبير؛ حين أشارت إلى أن المطرب محمد ثروت تسبب في حسد الناس للكهرباء في مصر، حين غنى "مصر يا أول نور في الدنيا شق ظلام الليل"، لافتة إلى أنه "لما الحر بيدخل، والتكيفات بتشتغل، الأحمال بتخفف، بغض النظر أنت فين، حتى لو أنت فى الحمام، وطبعًا الميه تتقطع وأنت قاعد مستنى، يا حرام ترجع".

وأضافت– عبر برنامجها على فضائية "صدى البلد"- "وأنت مروح وراكب الأسانسير النور يتقطع وأنت قاعد جوة محبوس ساعتين ثلاثة لحد ما يقرروا يرجعوها".

المواطنون شعروا بمدى الكذب الذي تعرضوا له خلال الفترة الماضية، حين أكدت لهم الحكومة أنه لا انقطاع للكهرباء مرة أخرى، إضافة إلى تكرار وزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر تأكيده بأن انقطاع الكهرباء في الصيف الماضي لن يتكرر، وأن الكهرباء في مصر تعتبر قضية "أمن قومي"، وأن ما حدث في صيف العام الماضي من أزمات في الكهرباء "لن يتكرر مرة أخرى".

وكان شاكر قد كرر مثل هذه التصريحات الصيف الماضي، إلا أن التيار الكهربائي كان ينقطع بشكل مستمر؛ بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء .

وعود كاذبة

التصريحات المعسولة لم تتوقف على الوزير، بل امتدت إلى المتحدث الرسمي باسم وزارته محمد اليماني، الذي أكد للمصريين أن الوزارة رفعت حالة الطوارئ استعدادا لشهر رمضان وامتحانات نهاية العام الدراسي، وأن الوزارة وجهت لجميع شركات الإنتاج والتوزيع والنقل اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتأمين محطات الكهرباء، واتخاذ إجراءات صارمة لتفادي انقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف، موضحا أنه في نهاية الشهر الجاري لن يكون هناك انقطاعات للكهرباء، وإن حدثت ستكون قليلة، فسيناريو العام الماضي لن يتكرر، مضيفا "الصيف الحالي لن يشهد حالات انقطاع مقارنة بالعام الماضي".

المثير أن يأتي الانقطاع الجديد للكهرباء عقب أيام من إصدار المكتب الإعلامي لعبد الفتاح السيسي تقريرا، أشار إلى ما أسماه "إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال العام الأول من حكمه، تحت عنوان (عام من الإنجازات)" .

وهو التقرير الذي أشار إلى ضخ 3,6 جيجا إلى شبكة الكهرباء، فى إطار تنفيذ الخطة العاجلة لإصلاح منظومة الكهرباء، بالإضافة إلى التعاقد على 1300 ميجا وبدء التنفيذ فعليا.
إلا أن أحدا لم يشعر بهذا التحسن المنشود في الكهرباء، بل بدأت في العودة إلى الانقطاعات المتكررة .

تفاقم الأزمة

وخلال الأيام الماضية، تفاقمت أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير، وأدت إلى وفاة طفل سوهاجي يدعى "أحمد فرج" حرقا، اليوم الخميس، نتيجة اشتعال غرفة نومه بسبب شمعة كان يستخدمها لانقطاع التيار الكهربائي بقرية البورة دائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج.

وتعيش محافظة المنوفية مأساة بانقطاع التيار الكهربائي يوميا ما بين ساعة إلى 3 ساعات، وشهدت قرى مراكز أشمون وتلا ومنطقة قويسنا الصناعية وقرية كفر هلال الشهيرة بصناعة الغزل والنسيج بمركز بركة السبع انقطاعا للخدمة، ما أثر على عمل 1500 مصنع نسيج يعمل بها 6 آلاف عامل.

وفي البحيرة، سادت حالة من الاستياء الشديد بين أهالي كفر الدوار وإدكو ورشيد والمحمودية وأبو حمص؛ بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من خمس ساعات لليوم الثالث، ما أسفر عن إتلاف العديد من الأجهزة الكهربائية داخل منازلهم.

وأكد أصحاب المخابز البلدية تعرضهم لخسائر فادحة يوميا بسبب انقطاع الكهرباء بعد قيامهم (بعجن) كميات كبيرة من الدقيق، وعدم تمكنهم من خبزها بعد تواقف الأفران التي تعمل بالكهرباء، مما أسفر عن تزايد الطوابير أمام الأفران والتي امتدت إلى عشرات الأمتار للحصول على الخبز، وطالب الأهالي بمعاقبة مسئولي الشركة الذين يتفننون في تعكير صفو الأهالي دون أسباب .

وهدد الأهالي بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، والتوقف عن سداد الفواتير الشهرية في حالة استمرار انقطاع الكهرباء .

ولم يختلف الوضع كثيرا في مدينة الغردقة التي تعرضت، صباح الخميس، لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل بدون إعلان أسباب الانقطاع، وأكدت مصادر بقطاع الكهرباء بالبحر الأحمر، أن انقطاع التيار الكهربائي تم بشكل مفاجئ وغير معلن، وجار بحث أسباب الانقطاع مع مسئولي الشبكة الموحدة وشركة جنوب الصعيد لنقل الكهرباء .

كما شهدت "القرية الذكية"، الأسبوع الماضي، انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مبانيها، وكذلك في جامعة عين شمس التي شهدت انقطاع التيار الكهربائي خلال امتحانات كلية التجارة.

وخلال شهر مايو الماضي، شهدت محافظة أسوان انقطاع الكهرباء بصورة متقطعة لمدة ثلاثة أيام متصلة، ليصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء في اليوم الواحد أكثر من 6 مرات.

ويتبع انقطاع الكهرباء انقطاع المياه أيضا؛ لأن محطات رفع المياه تم قطع الكهرباء عنها أيضا، ما يزيد من معاناة الأهالي؛ لتوقف الأنشطة الحياتية من ورش ومحال ومصانع.

وأكد الدكتور جمال إسماعيل، نائب رئيس مجلس إدارة مصنع كيما للأسمدة والكيماويات، والعضو المنتدب للشئون الفنية، أن خسائر الشركة تصل إلى 450 ألف جنيه يوميا؛ بسبب تخفيف الأحمال الإجبارى الذى يبدأ من الخامسة عصرا إلى الواحدة صباحا كل يوم، وهو ما يحتاج إلى 6 ساعات أخرى لإعادة تشغيل وحدات وأقسام المصنع.

وأشار- في تصريحات صحفية- إلى أن الاستهلاك المفترض للمصنع في حالته الطبيعية يصل إلى 220 ميجا، ومع تقادم المعدات وصل الاستهلاك إلى 110ميجا، وحاليا وفي ظل تخفيف الأحمال لا يتخطى حدود الـ60 ميجا على أكثر تقدير.

وأكد نائب رئيس مجلس الإدارة أن الإنتاج اليومي من السماد في ظل هذه الظروف الصعبة انخفض من 300 إلى 150 طنا، وهو ما قد يفجر أزمة عنيفة في الأسمدة خلال الفترة المقبلة ما لم يكن هناك حلول جذرية لمشكلة انقطاع وتخفيف التيار الكهربائي، خاصة وأن المصنع يعتمد في إنتاجه على نظرية التحليل الكهربائي بصفة أساسية.

وتسببت أزمات نقص الوقود وعدم تحديث محطات الكهرباء وزيادتها، في انقطاع الكهرباء بصورة متكررة لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين يوميا في القاهرة، ومعظم محافظات الجمهورية .

وتنتج مصر نحو 25 ألف ميجاوات، في حين يتجاوز استهلاكها في فصل الصيف 28 ألف ميغاوات على الأقل، لكن تهالك شبكة الكهرباء العامة وعدم التزام الحكومة بالصيانة الدورية للمحطات يتسبب في فقدان قدرات هائلة من التيار الكهربائي، وفق متخصصين، فيما تقول الحكومة إنها بحاجة إلى 130 مليار جنيه لحل أزمة الكهرباء نهائياً.

وغالبا ما تطالب الحكومة المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء خاصة في الصيف، رغم أن ثمة بيانات حكومية تشير إلى أن المصانع كثيفة استهلاك الطاقة تستهلك أكثر من 80% من إنتاج مصر من الكهرباء، في حين لا يستفيد المواطنون بأكثر من الـ20% المتبقية.

وتستهدف الحكومة التخلص من دعم الكهرباء نهائيا خلال 5 سنوات بدأت العام الماضي 2014 وتنتهي عام 2017.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق